وإنها
ليست إلا حكايات خرافية وجدت من يحميها ومن يقدمها للجماهير بحلة خادعة لا يعرفها
كثير من الناس)([16])
ورأيت بعد ذلك
أن كل المخربين جعلوا من هذه النظريات فأسا يهدمون به كل القيم البشرية:
لقد قارن كارل
ماركس الكفاح من أجل البقاء بين الكائنات العضوية مع الكفاح من أجل السيطرة
السياسية بين الطبقات الاجتماعية.
واعتمد كُتّاب
وباحثون آخرون على فكرة الانتخاب الطبيعي لكي يبرروا مفهوم تطور العنصر الإنساني
الراقي للجنس البشري.
واستخدم بعض
الدارسين الذين عرفوا باسم الداروينيين الاجتماعيين أفكارداروين لتأييد الفكرة
التي تقول بأن على الناس في أي مجتمع، وعلى الجماعات أن تتنافس على البقاء حيثما
كانت.
بل إن
الاستعمار ـ وبدلاً من أن يشعر بتأنيب الضمير ـ صار يشعر، بل يعتقد من خلال هذه
النظرية أنه يقوم برسالة حضارية عندما يزيل مواريث الأمم والبنى التحتية لها
ومجتمعها المدني القائم بها والحرف والصناعات الخاصة بها، ويعتبر نفسه أنه
يمدنها.. حتى أن ماركس اعتبر غزو فرنسا للجزائر من التمدن وإزالة الرجعية والتخلف
وتحدث بنفس هذا المنطق عن الهند..
وفي الأخير..
وبعد معاناة طويلة، وصراع مرير.. لم أجد في هذا الأستاذ ما كنت أحلم به عن
الإنسان.. فرحت أبحث عن أستاذ آخر.