responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 48
بنت قريش الكعبة انفردت رجلين رجلين ينقلون الحجارة، فكنت أنا وابن أخي، فجعلنا نأخذ أزرنا، فنضعها على مناكبنا، ونجعل عليها الحجارة، فإذا دنونا من الناس لبسنا أزرنا، فبينا هو أمامي إذ صرع، فسعيت، وهو شاخص ببصره إلى السماء، فقلت: يا بن أخي ما شأنك؟ قال: نهيت أن أمشي عريانا.

قال: فكتمته حتى أظهره الله بنوته([39]).

ومما له علاقة بهذا أن النبي (ص) لم يكن يحلف بحلف أهل الجاهلية الذين كانوا يحلفون بأصنامهم، ومما يروى في ذلك أن بحيرا حين ناشد النبي (ص) باللات والعزى، قال له النبي (ص): (لا تسألني باللات والعزى شيئا، فوالله ما أبغضت بغضهما شيئا)([40])

ويخبر رسول الله (ص) أنه ما هم بشيء من فعل الجاهلية من اللهو، ولو كان من المباح، فعن علي قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (ما هممت بشئ مما كان أهل الجاهلية يهمون به من الغناء إلا ليلتين كلتاهما عصمني الله منهما.

ثم ذكر تينك الليلتين، فقال: (قلت ليلة لبعض فتيان مكة، ونحن في رعاية غنم أهلنا، فقلت لصاحبي: أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة، فأسمر بها كما يسمر الفتيان، فقال: بلى، فدخلت حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا وغرابيل ومزامير، قلت ما هذا؟ قيل: تزويج فلان فلانة، فجلست أنظر، وضرب الله على أذني، فو الله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت؟ فقلت: (ما فعلت شيئا)، ثم أخبرته بالذي رأيت.

ثم قلت له ليلة أخرى: أبصر لي غنمي حتى أسمر بمكة، ففعل، فدخلت، فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة، فجلست أنظر، وضرب الله على أذني، فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي، فقال: ما فعلت؟ فقلت: لا شي، ثم أخبرته بالذي رأيت، فو الله ما هممت ولا عدت بعدهما لشئ من ذلك، حتى أكرمني الله بنبوته([41]).

وإذا كان بهذه الحالة، فحري به أن لا يقع فيما كان يقع فيه أهل الجاهلية من عبادة الأصنام وشرب الخمر وغيرها، وقد ذكر علي أنه قيل للنبي (ص): هل عبدت وثنا قط؟، قال: (لا) قالوا: فهل شربت خمرا قط؟ قال: (لا وما زلت أعرف أن الذي هم عليه كفر،


[39] رواه الطبراني والبيهقي في الدلائل وابن جرير في التهذيب، وأبو نعيم في المعرفة وفي الدلائل، وهذا يدل على أن هذه الحادثة مخالفة للأولى، وقد قال السهيلي وتبعه ابن كثير وأبو الفتح وابن حجر: إن صح حمل على أن هذا الأمر كان مرتين مرة في حال صغره، ومرة في أول اكتهاله عند بنيان الكعبة.

[40] رواه الترمذي، أبو نعيم في الدلائل (127) وابن سعد في الطبقات:1 / 100.

[41] رواه ابن إسحاق وإسحاق بن راهويه والبزار وابن حبان، قال ابن حجر: وإسناده حسن متصل.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست