responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 453
أو ينضم إلى المؤمنين، ولكن هذا الرجل المخلص استطاع أن يتخلص من كل قيوده، ويضم إلى إيمانه بالمسيح وإخلاصه للمسيح إيمانه بمحمد وإخلاصه لمحمد.

ما انتهى من قوله هذا حتى اعتلى بولس المنصة أمام تكبيرات الجمهور الحاضر، وقال: قبل أن أعلن لكم عن أعظم قرار اتخذته في حياتي، أود أن أشكر هذين الرجلين الفاضلين اللذين كانا سببا لهذا القرار الخطير.

لقد امتلأ عقلي بأوهام كثيرة أفرزها جهلي بالإسلام، وجهلي بمحمد (ص).

لقد كنت أغلق عيني، وأصم آذاني، فلا أرى، ولا أسمع إلا ما يذكره قومي عن محمد، وعن الإسلام، وقد أتيح لي في هذه البلاد أن أسمع من المسلمين أحاديث عذبة عن نبيهم كان عقلي وقلبي يفتقر إليها.

لقدأوهمني أساتذتي الذين تعلمت على أيديهم بأن محمدا في أحسن أحواله لا يعدو كونه بطلا قوميا، أو مصلحا اجتماعيا، أو رجلا عبقريا، لا علاقة له بالسماء، ولا بخوارق السماء.

ولكني في هذه البلاد، وبفضل هذين الرجلين، عرفت أنه لا يوجد في العالم رجل له من الخوارق ما لمحمد، بل إن خوارقه لا تزال ممتدة تشهد له بأنه رسول من الله.

لقد أيد الله رسله بمعجزات كثيرة على قدر من لقيهم من الناس، ولكن معجزات محمد لا تكاد تعد، وهي فوق ذلك بيننا حاضرة لا يزال عطاؤها ممتدا.

بعد هذا..

أريد أن أحذر أولئك المسلمين البسطاء الذين يريدون أن يلغوا هذا الجانب العظيم من جوانب النبوة لإرضاء أقوامنا، لأقول لهم ما قال الله تعالى:﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ (البقرة: 120)

لقد ذكر الله تعالى السبب الوحيد لرضاهم عنكم، وهو انسلاخكم عن دينكم وهويتكم ونبيكم.

أما قبل ذلك، فسيظلون يطالبونكم بالتخلي عن كل ذرة تربطكم بدينكم إلى أن يحولوه دينا كديننا نحن الذي بعناه لأباطرة الرومان مقابل رضاهم عنا.

بعد هذا، اسمحوا لي أن أنطق أمامكم بأعظم حقيقة ينطق بها كل الوجود (لا إله إلا الله.. محمد رسول الله)

صاح الجمع مكبرين، ولم أدر إلا وأنا أصيح معهم مكبرا من غير شعور.

***

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 453
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست