واستبشر، والباب الذي عن شماله باب جهنم،
إذا نظر من يدخله من ذريته بكى وحزن.
ثم مضى (ص) هنيهة، فإذا هو بأخونة عليها لحم مشرح
ليس يقربه أحد، وإذا بأخونة عليها لحم قد أروح وأنتن، عنده ناس يأكلون منه.
فقال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء من
أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام([855]).
ثم مضى هنيهة فإذا هو بأقوام بطونهم
أمثال البيوت فيها الحياة ترى من خارج بطونهم، كلما نهض أحدهم خر، فيقول: اللهم لا
تقم الساعة، قال: وهم على سابلة آل فرعون، فتجئ السابلة فتطؤهم فسمعتهم يضجون إلى
الله تعالى.
فقال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء من
أمتك:﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي
يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾ (البقرة: 275)
ثم مضى هنيهة، فإذا هو بأقوام مشافرهم
كمشافر الابل، فتفتح أفواههم ويلقمون حجرا، وفي رواية: يجعل في أفواههم صخر من
جهنم، ثم يخرج من أسافلهم، فسمعهم يضجون إلى الله تعالى، فقال: يا جبريل من هؤلاء؟
قال: هؤلاء:﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا
يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرا﴾ (النساء: 10)
ثم مضى هنيهة، فإذا هو بنساء معلقات
بثديهن ونساء منكسات بأرجلهن، فسمعهن يضججن إلى الله تعالى، فقال: من هؤلاء يا
جبريل؟ قال: هؤلاء اللاتي يزنين ويقتلن أولادهن.
ثم مضى هنيهة إذا هو بأقوام يقطع من
جنوبهم اللحم فيلقمونه، فيقال له: كل كما كنت تأكل من لحم أخيك، فقال: من هؤلاء يا
جبريل؟ قال: هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون.
ثم صعدا إلى السماء الثانية، فاستفتح
جبريل، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوقد أرسل إليه؟
قال: نعم، قيل: مرحبا به وأهلا، حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم
الخليفة ونعم المجئ جاء، ففتح لهما.
فلما خلصا فإذا هو بابني الخالة: عيسى بن
مريم، ويحيى بن زكريا، شبيه أحدهما بصاحبه: ثيابهما وشعرهما ومعهما نفر من قومهما.
وإذا بعيسى جعد مربوع الخلق إلى الحمرة
والبياض سبط الشعر كأنما أخرج من
[855] وفي رواية:
وإذا هو بأقوام على مائدة عليها لحم مشوي كأحسن ما روي من اللحم، وإذا حوله جيف،
فجعلوا يقبلون على الجيف يأكلون منها ويدعون اللحم.
فقال، من هؤلاء يا جبريل؟ قال:
هؤلاء الزناة يحلون ما حرم الله عليهم ويتركون ما أحل الله لهم.