خير لك)، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: (إذا يُكفي همك ويغفر ذنبك)([847])
وفي حديث آخر قال رجل: يا رسول الله
أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: (إذا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من
دنياك وآخرتك)([848])
ولهذا ربط السلف الصالح بين الدعاء
والصلاة على النبي (ص)، فعن علي قال: (كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد (ص))([849])
ولهذا علمنا (ص) كيف نمزج في دعائنا بين مطالبنا
الشخصية وبين الصلاة على رسول الله (ص)، فعن فضالة بن عبيد قال: سمع رسول الله (ص) رجلا يدعو في صلاته
لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي (ص)، فقال رسول الله (ص): (عجل هذا)، ثم دعاه
فقال له أو لغيره: (إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتمجيد ربه سبحانه والثناء عليه، ثم
يصلي علي، ثم يدعو بعد بما شاء)([850])
وعن عبد الله بن مسعود قال: كنت أصلي
والنبي (ص) ، فلما جلست بدأت
بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي (ص) ثم دعوت لنفسي، فقال النبي (ص): (سل تعطه، سل تعطه)([851])
قام أجير بولس: لقد كرم المسيح
برفعه إلى السماء.. ولكن محمدا لم يكرم بهذا النوع من التكريم.
ابتسم عبد القادر، وقال: لكأني بك تريد أن
تستفزني لأحدثك عن تكريم من أعظم تكريمات الله لنبيه (ص)، وهو تكريمه بالإسراء والمعراج،
فإن أذنتم لي حدثتكم عن ذلك.
أشار إليه الجميع بالإيجاب، فقال: لقد اختار الله
تعالى لذلك التكريم زمنا بلغ فيه البلاء قمته برسول الله (ص)، وكأن الله تعالى ـ برحمته
ولطفه ـ أراد أن ينفس عن رسوله ما يمر به من أزمات.