وفي (سفر الخروج: 40:
12) نجد الرب يغفر لهارون خطأه([824])، ويأمر بجعله وذريته
كهنة على بني اسرائيل.
وفي سفر (أخبار الايام الثاني: 7: 14): (فإذا
تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الرديئة فإني
أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم)
بالإضافة إلى هذا كله، فقد علمكم المسيح
أن تصلوا إلى الله قائلين: (واغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن للمذنبين إلينا)(متى
6: 12)
ويقول: (فإن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر
لكم أبوكم السماوي زلاتكم. وإن لم تغفروا للناس، لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم)(متى
6: 14، 15)
إن هذه العقيدة التي تنسجم مع العدل
والرحمة هي العقيدة التي جاء بها القرآن الكريم، فالله لا يعاقب إلا من استحق
العقوبة بسبب الجرائم التي ارتكبها، والله القادر على المعاقبة قادر كذلك على
التجاوز والمغفرة من دون أن يحتاج إلى أي وساطة.
قام مستأجر بولس، وقال: دعنا من هذا
الحديث، وحدثنا عما تزعمه من تكريمات، فلا أراك تذكر ما تذكر إلا لتفر منها.
عبد القادر: لا.. كل ما ذكرته يصب
في هذه التكريمات، بل يصب في تكريمات المسيح ، فنحن نعتقد أن فكرة الاستعاضة
أو التضحية النيابية فكرة غير منطقية عقلا، وغير مقبولة نصا.. بالإضافة إلى أنه لا
معنى لها، وهي أشبه ما تكون بطبيب يحطم رأسه ليشفي صداع المرضى لديه، فهل يغني ذلك
عن مرضاه شيئا؟
ضحك الجمع، فقال: إن مبدأ الكفارة أو
التضحية تجعل الأقنوم الأول في الثالوث المقدس المكذوب متعطشا لسفك الدم من أجل
إظهار التضحية بالذات محبة للأقنوم الثاني.
لقد عقب آرثر ويجال على
مبدأ الكفارة كما يؤمن بها حضرة القس، فقال: (نحن لا نقدر أن نقبل المبدأ اللاهوتي
الذي من أجل بعض البواعث الغامضة أوجب تضحية استرضائية، إن هذا انتهاك إما
لتصوراتنا عن الله بأنه الكلي القدرة وإلا ما نتصوره عنه ككلي المحبة، إن الدكتور
كرودن الشهير يعتقد أنه من أجل مآرب لهذه التضحية فإن يسوع المسيح قاسى أشد العذاب
أوقعها الله قصاصا عليه، وهذا بالطبع وجهة نظر يتقزز منها العقل العصري، والتي قد
تكون شرطا لعقيدة بشعة ليست منفصلة عن ميول التلذذ بالقسوة للطبيعة البشرية
البدائية، وفي الواقع إن هذه العقيدة دخيلة من مصدر وثني وهي
[824] بناء على ما في
الكتاب المقدس أما القرآن الكريم، فهو يبرئ هارون من ذلك الإثم،
انظر (الكلمات المقدسة) من هذه السلسلة.