ثم ابتعد قليلا، وخر على الأرض، وأخذ
يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن كان ممكنا. وقال أبا، ياأبي، كل شيء مستطاع لديك.
فأبعد عني هذه الكأس، ولكن ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت)(مرقس 14: 34)
فأنتم ترون أنه يطلب من تلاميذه أن
يسهروا على سلامته وحمايته من أعدائه مع جسارته هذه وإيمانه الوطيد بالله حافظه
ومنجيه.
ومع هذا احتاط لنفسه لمواجهة سافرة مع
أعدائه فقال لتلاميذه: (من له كيس فليأخذه ومزود كذلك، ومن ليس له فليبع ثوبه
ويشتر سيفا) (لوقا:22/ 36 – 38)
ثم تقدم قليلا، وخر على الأرض، وكان يصلي
قائلا: (ياأبي، كل شيء مستطاع لديك. فأبعد عني هذه الكأس، ولكن ليكن لا ما أريد
أنا، بل ما تريد أنت!)) لقد وكل المسيح أمره إلي الله بقوله: (لا ما أريد أنا، بل
ما تريد أنت!) [ مرقس 14: 36 ]. فأي عاقل بعد هذا يدعي ان المسيح جاء ليقدم نفسه
ويقاسي العذاب طوعا واختيارا؟
بالإضافة إلى هذا كله، فإن ما تعتقدونه ـ
حضرة القس ـ من أن المسيح مات مصلوبا فداءا للبشرية وكفارة للخطيئة الموروثة هو
اعتقاد مخالف للقواعد والنصوص الأساسية التي اشتمل عليها كتابهم المقدس، والتي
تثبت أن كل إنسان يتحمل نتيجة فعله:
ففي سفر التثنية (24: 16): (لا يقتل
الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيته يقتل)
وفي حزقيال (18: 20): (الابن لا يحمل من
إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون.
فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة
يحيا. لا يموت. كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه)
وقد قال موسى وهارون للرب: (اللهم إله أرواح
جميع البشر هل يخطئ رجل واحد فتسخط على كل الجماعة؟)(العدد 16: 22)
وقال الرب في (إشعيا: 55: 7): (ليترك
الشرير طريقه والأثيم أفكاره، وليتب إلى الرب فيرحمه، وليرجع إلى إلهنا لأنه يكثر
الغفران)
وقال الرب في (حزقيال:33: 11): (حي أنا
يقول السيد الرب، إني لا أبتهج بموت الشرير بل بأن يرتدع عن غيه ويحيا)
وفيه (حزقيال: 18: 21، 22) قال الرب: (ولكن
إن رجع الشرير عن خطاياه كلها التي ارتكبها، ومارس جميع فرائضي وصنع ما هو عدل وحق
فإنه حتما يحيا، لا يموت. ولا تذكر له جميع آثامه التي ارتكبها. إنما يحيا ببره
الذي عمله)