ومن ذلك رؤيته
الجمعة والساعة، ففي الحديث: قال رسول الله (ص): (أتاني جبريل، وفي يده مرآة بيضاء فيها
نكتة سوداء، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة، يعرضها عليك ربك، لتكون لك
عيدا ولقومك، قلت: ما هذه النكتة السوداء فيها؟ قال: هذه الساعة)([792])
ومن ذلك ما
اطلع عليه من أحوال البرزخ والجنة والنار، فعن الحسين بن علي قال: لما
توفي القاسم ابن رسول الله (ص) قالت خديجة وددت لو كان الله أبقاه حتى يستكمل رضاعه، فقال رسول
الله (ص): (إن تمام رضاعه في
الجنة)، قالت: لو أعلم ذلك يا رسول الله يهون علي أمره، قال: (إن شئت دعوت الله عز
وجل يسمعك صوته)، قالت: بل أصدق الله ورسوله([793]).
ومن ذلك ما روي في الحديث: بينما رسول
الله (ص) في حائط بني النجار
على بغلة له، ونحن معه إذ جادت به فكادت تلقيه، وإذا بقبر ستة أو خمسة، فقال: (من
يعرف أصحاب هذه الأقبر؟)، فقال رجل: أنا، فقال: قوم هلكوا في الجاهلية فقال: (إن
هذه الامة تبتلى في قبورها، فلولا أن تدافنوا لدعوت الله عز وجل أن يسمعكم من عذاب
القبر)([794])
ومن ذلك ما روي في الحديث: مر رسول الله
(ص) على قبرين، فقال: (إنهما
ليعذبان، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة بين
الناس)([795])
ومن ذلك ما روي في الحديث: كسفت الشمس،
فصلى رسول الله (ص) ثم حمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: (ما من شئ لم أكن رأيته الا رأيته
في مقامي هذا حت الجنة والنار)([796])
ومن ذلك ما روي في الحديث: انكسفت الشمس
على عهد رسول الله (ص) فصلى، ثم انصرف، فقالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئا في مقامك
هذا ثم رأيناك تكعكعت قال: (إني رأيت الجنة، فتناولت عنقودا، ولو أصبته لأكلتم منه
ما بقيت الدنيا، ورأيت
[792] رواه البزار وأبو
يعلى والطبراني وابن أبي الدنيا من طرق جيدة.