responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 390
وقال ابن عباس : كان رسول الله إذا أنزل على الوحي تربد لذلك جسده ووجهه وأمسك عن أصحابه ولم يكلمه أحد منهم([787]).

أجير بولس: ألا ترون ـ أيها الجمع ـ إلى هذه الخرافات التي يلقيها هذا الرجل.. كيف يمكن لعقل أن يقبل باتصال محمد ذلك البدوي الأمي بالسماء.. كيف يمكن أن يحصل منه هذا الاتصال بالعالم الآخر؟

ابتسم عبد القادر، وقال: لاشك أنك مسيحي، ومخلص للمسيحية.

أجير بولس: لو لم يهدني عقلي إليها ما آمنت بها.

عبد القادر: لقد ورد في الكتاب المقدس اتصال الله بكثير من أنبيائه.. بل ليس هناك نبي إلا واتصل بالله، ونزل عليه وحي من الله.. أم أنك تنكر ذلك.

فإن كنت تنكر ذلك.. فإن كل النبوءات التي على أساسها تقيم إيمانك بالمسيح غير صحيحة..

وإن كنت تنكر أن يختص الله محمدا بالنبوة لكونه عربي، فأنت لا تختلف عن الشيطان الذي قال لآدم :﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ (لأعراف: 12)

فالشيطان هو الذي أراد أن يحجر على الله فضله على عباده، وعلى دربه سار الإسرائيليون الذين تتلقون عنهم الدين حين جعلوا فضل الله محصورا في نسل معين من بني إسرائيل امتلأ بالكبر والغرور.

أما نحن المسلمين، فنعتقد أن هذا الفضل يمن الله به على من يشاء من عباده، ونعتقد فوق ذلك ما قاله القرآن الكريم من أنه لم تخل أمة من الأمم من وحي الله، كما قال تعالى:﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ (فاطر:24)

ولكن مع ذلك.. فسأجيب عن سؤالك لا باعتبارك مسيحيا مخلصا في مسيحيته، بل باعتبارك رجلا صاحب عقل، يتصور أن عقله يمنعه من الإيمان بالوحي([788]).

إننا ـ اليوم ـ نستطيع أن نفهم هذه المسألة بسهولة تامة بفضل الحقائق المعلومة.

إن هناك وقائع كثيرة جدا تجري من حولنا في كل لحظة، ونحن نعجز عن إدراكها، أو سماعها، أو الإحساس بها بوساطة أجهزتنا العصبية، وقد استطاع العلم الحديث أن


[787] رواه أبو داود الطيالسي.

[788] انظر: الإسلام يتحدى، لوحيد الدين خان.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست