responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 384
أخذ يغرق، ولم تفده معرفته بالسباحة، وصار يحسد رفقاءه في السفينة، بعد أن كانوا هم يحسدونه لما مشى على الماء. صرخ: (يا رب نجني). ففي الحال مد المسيح يده وأمسك به ونشله، ثم وبخه بقوله: (يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟). فصح فيه كلام داود النبي: (نشلني من مياه كثيرة) (مزمور 18: 16).

نجا بطرس من الغرق لأن المسيح أمسك به، وهكذا نجاة الخاطئ عندما تكل يداه وتغمض عيناه ويرتخي تمسكه بالمخلص، فلا يرى أمامه إلا الهلاك، ولكن متى أدرك أن المخلص المقتدر الذي لا ينام يمسك به يحل الرجاء عنده مكان اليأس.

لما ظن التلاميذ في السفينة أنهم رأوا خيالا، صرخوا ليبعدوه عنهم. أما الآن فقبلوا أن يدخل السفينة، فصعد إليهم، وبمجرد دخوله إليها سكنت الريح وللوقت صارت السفينة إلى أرض جنيسارت، التي كانوا ذاهبين إليها.

ويذكر الإنجيل أن التلاميذ (لم يفهموا بالأرغفة، إذ كانت قلوبهم غليظة) فلما رأوا هذه المعجزة الثانية في اليوم الواحد بهتوا وتعجبوا جدا مع أن المسيح أسكت هذا البحر من أجلهم منذ بضعة أشهر، وحالما وصلوا إلى الشاطئ تقدموا وسجدوا له سجودهم الأول كجماعة قائلين: (بالحقيقة أنت ابن الله)

لم أكن أتصور أن عبد القادر كان حاضرا في ذلك المحل، فقد توجه للجمع بعد انتهاء بولس من حديثه قائلا: ليس الشأن أن نخالف ما وضعه الله فينا من قدرات، بل الشأن أن نخرق من أنفسنا ما يملؤها بالكدورات.

لقد حصل لكثير من الصالحين من جميع الأمم ما ذكره هذا الرجل من المشي على الماء، أو الطيران في الهواء، ولكنهم لم يكونوا يبالون بكل ذلك.

لقد حدث أبو الحسين النوري عن ذلك، فقال: كان في نفسي شيء من هذه الكرامات، فأخذت قصبة من الصبيان وقمت بين زورقين، ثم قلت: وعزّتك إن لم تخرج لي سمكة فيها ثلاثة أرطال لأغرقنّ نفسي، قال: فخرج لي سمكة فيها ثلاثة أرطال، فبلغ ذلك الجنيد فقال: كان حكمه أن تخرج له أفعى تلدغه.

وقيل لأبي يزيد: فلان يمشي في ليلة إلى مكة! فقال: الشيطان يمشي في ساعة من المشرق إلى المغرب في لعنة الله.

وقيل له: فلان يمشي على الماء، ويطير في الهواء، فقال: الطير يطير في الهواء، والسمك يمر على وجه الماء.

وقال سهل بن عبد الله: أكبر الكرامات أن تُبدل خُلقاً مذموماً من أخلاقك.

وكان رجل يقال له عبد الرحمن بن أنس يصحب سهل بن عبد الله، فقال له يوماً:

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست