أدري! ولكني بعدها أدرك قصة بدر وأُحد..
أدركها في هذه المرة بكياني كله لا بعقلي، وأستشعرها حية في حسي لا مجرد تصور،
وأرى فيها يد الله وهي تعمل عملها الخفي المباشر، ويطمئن قلبي.
لقد كانت هذه الغشية، وهذه الطمأنينة،
مدداً من أمداد الله للعصبة المسلمة يوم بدر)([759])
وهو جند من جند الله، وقد أنزله الله
تعالى على من يتجرأ على حرب المؤمنين، قال تعالى:﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ
كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ
سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾ (آل
عمران:151)
وقد ورد في السيرة الكثير من الأحداث
التي أمد الله فيها المؤمنين بهذا النوع من الجند ليقضوا به على عدوهم:
فمن ذلك ما ذكره محمد بن عمر عن شيوخه،
قال: لما تفرق المشركون عن الخندق خافت بنو قريظة خوفا شديدا، وقالوا: محمد يزحف
الينا، وكان رسول الله (ص) لم يأمر بقتالهم حتى جاءه جبرئيل يأمره به.
وكان ذلك الخوف هو سبب هزيمتهم من غير
قتال.
ومن ذلك ما روي عن قتادة قال: بعث الله
تعالى عليهم الريح والرعب كلما بنوا قطع الله أطنابه، وكلما ربطوا دابة قطع الله
رباطها، وكلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، حتى لقد ذكر لنا: أن سيد كل حي
يقول: يا بني فلان، هلم إلي حتى إذا اجتمعوا عنده