responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 378
وفيكم رسول الله وقد غلبكم المشركون على الماء، وأنتم تصلون مخبتين، فأنزل الله تعالى تلك الليلة مطرا كثيرا فكان على المشركين وابلا شديدا منعهم من التقدم، وكان على المسلمين طلا طهرهم الله به، وأذهب عنهم رجز الشيطان، ووطأ به الارض، وصلب الرمل، وثبت الاقدام، ومهد به المنزل، وربط به على قلوبهم، ولم يمنعهم من السير، وسال الوادي فشرب المؤمنون، وملأوا الاسقية، وسقوا الركاب، واغتسلوا من الجنابة.

النعاس:

وهو من جنود الله التي تثبت القلوب، وتعيد إلى النفس هدوءها، وإلى الجسد قوته، قال تعالى في ذكر نعمته على المؤمنين يوم بدر:﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ﴾ (لأنفال: 11)

فقد أصاب المسلمين تلك الليلة نعاس ألقي عليهم فناموا، حتى أن أحدهم ذقنه بين يديه، وما يشعر حتى يقع على جنبه.

فعن علي قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله (ص) يصلي تحت شجرة حتى أصبح([757]).

وعن قتادة قال: كان النعاس أمنة من الله، وكان النعاس نعاسين: نعاس يوم بدر، ونعاس يوم أحد، وكانت ليلة الجمعة، وبين الفريقين قوز من الرمل([758]).

يقول سيد قطب مبينا سر هذا الجندي المؤثر من جنود الله: (ما قصة النعاس الذي غشي المسلمين قبل المعركة فهي قصة حالة نفسية عجيبة، لا تكون إلا بأمر الله وقدره وتدبيره.

لقد فزع المسلمون وهم يرون أنفسهم قلة في مواجهة خطر لم يحسبوا حسابه ولم يتخذوا له عدته، فإذا النعاس يغشاهم، ثم يصحون منه والسكينة تغمر نفوسهم؛ والطمأنينة تفيض على قلوبهم، وهكذا كان يوم أحد، تكرر الفزع، وتكرر النعاس، وتكررت الطمأنينة)

ثم حدث عن نفسه، فقال: (وقد كنت أمر على هذه الآيات، وأقرأ أخبار هذا النعاس، فأدركه كحادث وقع، يعلم الله سره، ويحكي لنا خبره، ثم إذا بي أقع في شدة، وتمر عليّ لحظات من الضيق المكتوم، والتوجس القلق، في ساعة غروب، ثم تدركني سنة من النوم لا تتعدى بضع دقائق، وأصحوا إنساناً جديداً غير الذي كان، ساكن النفس، مطمئن القلب، مستغرقاً في الطمأنينة الواثقة العميقة.. كيف تم هذا؟ كيف وقع هذا التحول المفاجئ؟ لست


[757] رواه أبو يعلى والبيهقي في الدلائل.

[758] رواه عبد بن حميد.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست