أظهر مستأجر بولس
الكثير من الاستغراب والدهشة لكلام بولس، وقال: إن هذا لعجيب.. فهل هناك غيره؟
بولس: أجل .. في وقت ختانه
في اليوم الثامن في الهيكل حسب عادة اليهود جاء رجل من أورشليم اسمه سمعان، وهذا
الرجل يقول عنه الكتاب أنه كان (بارا تقيا ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان
عليه. وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب.
فأتى بالروح إلى الهيكل. وعندما دخل بالصبي يسوع أبواه ليصنعا له حسب عادة الناموس
أخذه على ذراعيه وبارك الله وقال: (الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عيني
قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك
إسرائيل). وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه. وباركهما سمعان وقال لمريم أمه:
(ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم. وأنت أيضا يجوز
في نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة)(لوقا:2/25ـ36)
وكان هناك ـ أيضا ـ في الهيكل امرأة نبية
اسمها حنة يقول عنها الكتاب: (وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط أشير وهي متقدمة
في أيام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها. وهي أرملة نحو أربع وثمانين
سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا. فهي في تلك الساعة وقفت
تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم) (لو2/36ـ38).
فجاء سمعان إلي الهيكل بالروح، وكان
الروح القدس قد سبق أن وعد أن لا يري الموت قبل أن يري المسيح الرب، وتكلمت عنه
حنة النبية مع جميع الذين كانوا يتوقعون ميلاده، بحسب النبوات، جميع المنتظرين
الفداء الذي كان سيأتي من إسرائيل.
قال ذلك، ثم التفت للجمع، وقال: هذا ما
حدث في ميلاد المسيح.. فهل حدث مثل ذلك عند ولادة أي نبي أو رئيس أنبياء أو أي شخص
ظهر علي الأرض مهما كانت أهميته؟
ثم أجاب نفسه بنفسه: بالطبع لم يحدث مثل
ذلك إلا في ميلاد الرب يسوع لأنه ليس مجرد شخص عادي، ولا هو مجرد نبي، بل هو
المسيح الرب الذي ظهر في الجسد، فهو مرسل الأنبياء.
لم يكن بولس يتصور أن يفاجأ بأي اعتراض،
فقد كان يتصور أنه يتكلم مع أميين جهلة لا علم لهم يناقشون به ما يقال، ولا عقول
لهم تستطيع أن تعترض على ما يقال.
لكنه فوجئ بصوت يريد أن يناقشه.. وقد
فوجئت مثله، لا بالاعتراض، وإنما بصوت المعترض.. لقد عرفته.. إنه صوت عبد القادر،
ذلك الرجل الذي سمعته يتحدث مع عبد الحكيم في الطائرة..