التفت إلى الجمع المندهش لحديثه، وقال:
أتدرون لماذا؟
ثم أجاب نفسه بنفسه: لأن المسيح هو فوق
الكل، أو كما قال هو في مقارنة بينه وبين كل من وجد علي الأرض (فقال لهم: (أنتم من
أسفل أما أنا فمن فوق. أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم)(يوحنا:8/23)،
وقال القديس يوحنا بالروح (الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض هو أرضي
ومن الأرض يتكلم. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع) (يوحنا:3/31)
ابتسم ابتسامة عريضة، ثم قال: ليس ذلك
فقط.. هناك المزيد من الإرهاصات..
لقد جاء المجوس، وهم حكماء علماء، من
المشرق، يحملون هدايا لهذا المولود الإلهي، وكان قد ظهر لهم نجم من السماء ليبلغهم
بخبر الميلاد ويرشدهم في الطريق للوصول إلي هذا الطفل الإلهي، يقول الكتاب: (ولما
ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا
إلى أورشليم. قائلين: (أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق
وأتينا لنسجد له)، وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث
كان الصبي. فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع
مريم أمه فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا: ذهبا ولبانا ومرا)(متى:
2/1-12)
قال رجل من الجمع، عرفت بعد ذلك أنه
مستأجر من بولس للقيام بدور السائل والمتأثر: ما هذا النجم يا مولانا.. إن خبره
لعجيب!؟
سر بولس لهذا السؤال، وقال ـ متوجها
للسائل ـ: بورك فيك.. لقد آتاك الله ذكاء وفهما.. وسؤالك هذا يدل على ذلك.
إن علماء اللاهوت ذكروا أن هذا النجم قد
يكون نجما حقيقيا جعله الله يتحرك خارج إطار قانون وناموس الكون ويظهر بصورة
إعجازية، ليرشد المجوس إلي ميلاده ومكان ولادته.
وإما أنه ملاك ظهر في شكل نجم ليقوم بنفس
المهمة.
فإذا اعتبرناه نجما حقيقا ـ كما هو
الظاهر ـ فإنه بذلك يعبر عن أن الأفلاك السمائية شاركت هي أيضا في الاحتفال بهذا
المولود الإلهي.
التفت إلى الجمع، وقال: فهل حدث مثل هذا
عند ميلاد أحد الأنبياء؟! ولماذا حدث ذلك عند ميلاد المسيح؟ والإجابة هي كما قال
الملاك أنه هو (المسيح الرب)، وليس سواه.