عبد القادر: لست أرى أي خطورة
فيه.. بل لا أرى شيئا يناسب تلك البلاد، ويناسب أهلها والظروف التي يمرون بها إلا
هذا.
عبد الحكيم: ولكن ألا تخشى من
ثورة الخبراء والعلماء على الإسلام كما ثاروا قبل ذلك على الكنيسة؟
عبد القادر: نحن لا نزعم أن هذه
قوانين تنطبق على كل الناس.. هذه أحكام خاصة ارتبطت ببيئة خاصة، وكان قصدها تحقيق
أهداف خاصة.
عبد الحكيم: ولكنا يمكن أن نتوسل
للإقناع بذلك بأدلة أخرى كثيرة غير هذه.. يمكننا أن نستدل ببلاغة القرآن الكريم.
عبد القادر: هم لا يعرفون
العربية، فكيف نقنعهم ببلاغة القرآن الكريم؟
عبد الحكيم: فنقنعهم بعلومه؟
عبد القادر: هم يتخبطون في
مستنقعات الجهل التي فرضها عليهم عدوهم، فكيف يفهمون ما تقول؟
عبد الحكيم: نقنعهم بتشريعات
الإسلام وتنظيماته.
عبد القادر: هم لن يفهموا كل
هذا.. هم قوم لا يؤثر فيهم شيء مثلما تؤثر فيهم الخوارق.. إن آباءهم هم الذين اخترعوا
فنون اليوغا، وأنواع السحر.. إنهم لا يؤمنون بشيء كما يؤمنون للخوارق..
وقد استغلت الكنيسة القائمة هناك هذه
الطبيعة المتأصلة فيهم، فراحت تستنفر لها كل ما روي عن المسيح من الخوارق، لا
لتثبت لهم نبوته، بل لتثبت لهم إلهيته.
عبد الحكيم: أجل.. وقد علمت أن
مبشرا خبيرا قدم تلك البلاد.. واسمه (بولس) وقد كان لهذا الرجل أثره الخطير في ردة
الكثير من المسلمين في إفريقيا، فله القدرة على تصوير الخوارق ببلاغة، وكأنها تحدث
أمامك.
عبد القادر: أفنترك هذا الرجل
يعيث في الأرض فسادا، ونظل نتجادل.
عبد الحكيم: لم أقصد أن أجادلك،
ولكني أردت أن نتحرى الحقيقة فيما نقول، خشية