responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 21
وكانت النهاية هي اعتناقي له بقلبي وقالبي وكل كياني.

امتطيت الطائرة المتوجهة إلى الهند، وجلست في بعض كراسيها.. ولست أدري كيف خطر على بالي رؤيا رأيتها من زمن بعيد .. رأيت العذراء.. لقد ارتسمت صورتها التي رأيتها في مخيلتي.. كما ارتسمت الكلمات التي ذكرتها لي في أذني ..

لقد صرت أسمعها في اليقظة كما سمعتها في النوم.. وهي تصيح في بصوتها الرقيق الحنون.. والذي يحمل شدة مكسوة برحمة.. تقول لي: ابحث عن الشمس التي بشرت بها الأنبياء، وتحطمت أمام أشعتها الطواغيت.. ومن أفواهها سارت الكلمات المقدسة.

ابحث عن الشمس التي فتحت لها خزائن العلوم، وخرقت لها أسوار الأقدار، وامتلأت القلوب حبا لها، وشوقا إليها.

ابحث عن الشمس التي هي رحمة وعدل وسلام.

ابحث عن الشمس التي تبشرك بحقيقة الوجود، وحقيقة الإنسان، وحقيقة الحياة.

فلن ينقذك من بردك وظلمتك إلا هذه الشمس.

قالت ذلك، ثم انصرفت في طي الغيب، كما جاءت..

لقد كانت رؤيا غريبة تلح على بالي كل حين، ولا أجد لها تفسيرا.

فجأة التفت، إلى الذي بجانبي، فإذا بي أرى وجها مشرقا كالشمس، هادئا كصفحة الماء التي لم تعبث بصفائها التيارات.

ابتسم، وقال: ألا تزال تذكر رؤياك للعذراء؟

تعجبت من معرفته بذلك، وقلت: أجل.. وقد كانت تخطر على بالي الساعة.. بل كان صوتها العذب الجميل يترنم بألحانه العذبة الآن في أذني.

قال: فهل أسمعتك حديث الخوارق؟

كنت في ذلك الحين لا أؤمن بالخوارق.. حتى ما ورد عن المسيح.. كنت أقلد في ذلك تقليدا.. لقد كان توجهي العقلي يكاد يحيلني ملحدا في هذا الباب.

قلت: أجل.. لكن كيف عرفت ذلك؟

ابتسم، وقال: معارفك تبع لهمتك.. وهمتك تبع لطبيعتك.. وطبيتعك تبع لحقيقتك.

قلت: وحقيقتك تبع لمن؟

قال: تبع لإرادتك.. فلن يصنعك غيرك.. أنت الذي تقرر كيف تكون.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست