علي: أجل.. نحن نستفيد من كل
المعارف، ثم نربط بها تلبيتنا الخاصة..
الطبيب: ألستم تحورون الحقائق
بذلك؟
علي: لسنا نحن الذين حور
الخقائق، من صرفها عن الله هو الذي حورها.. لقد لقننا رسول الله (ص) في هذا هديا مكننا من
القياس عليه ما قلت.
الطبيب: وما الذي شرع لكم؟
علي: لقد قال رسول الله (ص) للذين قالوا له:(يا رسول الله،
إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري اذكروا اسم الله عليه أم لا؟)، فقال رسول الله (ص):(سموا الله عليه، وكلوا) ([332])
***
ما وصل علي إلى هذا
الموضع من حديثه حتى أذن آذان المغرب، فاغرورقت عينا علي بالدموع، وقال: إن
ربي وطبيبي يدعوني إلى عبادته والاتصال به … فأذنوا لي… فلا يحق للعبد أن يتكبر
على ربه الذي لم ير الخير إلا منه.
أحسست بأنوار عظيمة تنزل
على صاحبي الطبيب، وإذا به من غير شعور يتخلى عن كل تلك المواقف المشددة التي كان
يبديها نحو الدين، ليقول لعلي: لقد التقيت ناسا كثيرين في حياتي من العلماء
والخبراء … ولكني لم أستفد منهم مثلما استفدت من نبيكم.
إن نبيكم لا يتلقى علمه
من تلك الصحراء القاحلة التي ولد فيها … ولا من أولئك البدو