علي: لعلمنا أن الله لم
ينزل داء إلا وأنزل له دواءه، والدواء المنزل مخلوق لا مصنوع.. فقد استعمل القرآن
الكريم هذا المصطلح للدلالة على الخلق، كما قال تعالى:﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ
ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ
بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} (الزمر:6)
الطبيب: صدقت فيما ذكرت،
وانتصحت فيما فهمت، فليس في هذه الأدوية من النفع إلا قدر ما فيها من الضر..
ولهذا، فأنا من جمعية
انتشرت في العالم أجمع تحض على العودة إلى الطبيعة، فالدواء لا بد أن يكون فيها.
علي: ولهذا ترانا لا نقصر
في البحث في الشعاب والقفار وبين الشعوب عن تجاربها المختلفة لنستفيد منها في
ذلك..
الطبيب: ولكن.. ألا ترى أنكم
بذلك ستصبحون فئران للتجارب؟
علي: لا.. لدينا ضوابطنا في
ذلك.. والتي رسمها لنا الشرع، وبفضلها نحتمي من كل أذى.
علي: أول ضابط لذلك هو أن
يكون الدواء مباحا، فمن رحمة الله تعالى بعباده أنه لم يجعل دواءهم فيما حرم
عليهم.. فالخبيث لا يؤدي إلى الطيب.. والداء لا يوصل إلى الدواء.
فقد ورد في النصوص ما
يبين حرمة التداوي بالمحرمات، فقد قال a:(إنَّ اللهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ