وفي الولايات المتحدة
الأمريكية بدأ الاهتمام بالصوم باعتباره علاجا للمرضى منذ القرن الماضي، فقد عالج
الدكتور (إدوارد ديوي) قبل قرن بالصوم كلا من الاضطرابات المعدية والمعوية، وداء
الاستسقاء، والالتهابات العديدة، بالإضافة إلى الضعف والترهل الجسدي، وكان يري أن
الراحة من الطعام ـ وليس الطعام ـ هي التي ترمم الجهاز العصبي، في حين أن الطعام ـ
بالنسبة للمريض ـ يسبب توترا شديدا بقدر التوتر الذي يسببه العمل المتعب، ويؤكد
على أن الطعام خلال المرض، يصبح عبثا على المريض.
ولأجل هذا كله، فقد
انتشرت المصحات الطبية التي تعالج الأمراض بالصوم في كثير من بلدان العالم الشرقي
والغربي.
علي: هذا هو الركن الأول من أركان الحمية، وقد نظم له الإسلام مواقيت
خاصة منها ما هو مفترض، ومنها ما هو من نوافل الخير.
والركن
الثاني هو الابتعاد عن كل مصادر الأمراض كالعدوى وما يسببها.
وقد أمر الشرع بمكافحة
الأوبئة، فلذلك نهى (ص) المريض أن يرد الأماكن العامة، قال (ص):(لا عدوى ولا هامة ولا
صفر ولا يحل الممرض على المصح، وليحل المصح حيث شاء قيل: ولم ذاك؟ قال: لأنه أذى) ([308])
وفي مقابل ذلك أمر
الصحيح أن يفر من كل أسباب العدوى، فقال (ص):(فر من المجذوم