فقد أخبر الله تعالى عن
حب المؤمنين للطهارة، وحب الله للمتطهرين، فقال تعالى:{ فِيهِ رِجَالٌ
يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}(التوبة:108)
ولهذا أمر الله نبيه
إبراهيم أن يطهر بيته، لأن البيت المتنجس لا يصلح لعبادة الله، فقال تعالى:{ وَإِذْ
بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً
وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ
السُّجُودِ}(الحج:26)
وأخبر عن الآثار النفسية
التي تحدثها الطهارة، فقال:{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ
وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ
عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ
الْأَقْدَامَ}(لأنفال:11)
ولم تكتف الشريعة
بمصادرها المختلفة بالحض على النظافة، وأنواع التطهر، وإنما شرعت لذلك الشرائع
المختلفة، بل ربطتها بالنواحي التعبدية، بل جعلتها مفاتيح لأنواع التعبدات.
ولهذا نجد فقه الطهارة
أول ما يتعلمه طالب الشريعة، فهو أول الأبواب الفقهية، بل نجد الحض على التطهر
وتشريعاته منصوصا عليه في القرآن الكريم، مع أن عادة القرآن الكريم في كثير من
القضايا الإجمال لا التفصيل:
فالله تعالى ينهى عن
المعاشرة الجنسية للحائض، ويعلل ذلك بالأذى الذي يتنافى مع الطهارة، قال تعالى:{ وَيَسْأَلونَكَ عَنِ
الْمَحِيضِ قُلْ هو أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا
تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ((البقرة: 222)