ولهذا يعبر تعالى عن
عذاب الآخرة وبلائها بكونه:{ أَشَدُّ وَأَبْقَى((طـه: 127)، ليملأ
القلوب المتألمة بالأنس بانتهاء عذابها المحدود.
بل إن في كلمة الاسترجاع
ـ التي أشار إليه قوله تعالى:{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ((البقرة:156) ـ قوة عظيمة
لا يطيق أي دواء أن يملأ بها الروح.
فهذه الكلمة تحمل دلالة
عظيمة على محدودية البلاء، فالمؤمن المبتلى سيرجع إلى ربه، وستنتهي برجوعه كل
أصناف البلايا.
إنها تصور المبتلى بصورة
سجين سجن أياما معدودة.. وكان آمر السجن رحيما، فكان يرسل له كل يوم من يملؤه
بالبشر، ويقول له:(إن هي إلا أيام وتعود إلى أهلك ومالك) ألا يستبشر هذا المسجود
ويستأنس؟
الطبيب: بلى..
علي: فالله تعالى المبتلي لم
يرسل لنا من يؤنسنا بذلك، بل هو الذي ملأنا بالأنس، فأخبرنا برجوعنا إليه ليمسح
عنا كل دمعة، ويبرئ لنا كل جرح.
ولهذا يخاطبنا الله
ليمسح عنا كل الآلام، وليقول لنا:{ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى((الضحى:4)، فهذه الآية تبشر
الكل.. تبشر كل من يسمع من الله.. بأن الآخرة التي تنتظرهم آخرة جميلة.. ليس فيها
مرض ولا حزن ولا أسف.
سكت علي قليلا، ثم قال: إن هذا الذي ذكرته مجرد
وصفة واحدة من الأدوية التي وصفها القرآن الكريم، وبين لنا كيفية استعمالها رسول
الله (ص).