اسمع لهذه الآية، وانظر
تأثيرها في نفس أي متألم فقيرا كان أو مريضا، أو مستضعفا، يقول الله تعالى:﴿ أَفَرَأَيْتَ إِنْ
مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى
عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} (الشعراء:25 ـ 207)، أي لو أخرناهم وأنظرناهم
وأمهلناهم برهة من الدهر وحيناً من الزمان وإن طال، ثم جاءهم أمر اللّه، أي شيء
يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعيم.
أو قوله (ص):(يؤتى بالكافر فيغمس في
النار غمسة ثم يقال له هل رأيت خيراً قط؟ هل رأيت نعيماً قط؟ فيقول: لا واللّه يا
رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً كان في الدنيا، فيصبغ في الجنة صبغة، ثم يقال له: هل
رأيت بؤساً قط؟ فيقول: لا واللّه يا رب) ([261])، فلحظة واحدة في الجنة
تنسي أشد الناس بؤسا في الدنيا كل ما عاناه فيها.
إن هذه المعاني إذا
امتلأ بها المتألم رفعت عنه البلاء وملأته بالعافية..
لقد ذكر الله تعالى هذه
القوة التي وفرها الإيمان في نفوس السحرة، فلم يأبهوا لتهديد فرعون، فقال تعالى على لسانهم:﴿ لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى
مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ
إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا((طـه:72)