حتى قال: هذا هو
القسم الذي يضرب فيه الجن، وتحيا فيه حفلات الزار.
علي: اصبر.. لا ينبغي لعالم
أن يحكم على شيء قبل أن يراه.
الطبيب: ولكني رأيت هذا في
وسائل الإعلام.
علي: لا ينبغي للعالم أن
يأخذ مواقفه من وسائل الإعلام، فأنت تعلم أنها تزين ما يحلو لها أن تزينه، وتشوه
ما يحلو لها أن تشوهه.. هي لا تعرض الحقائق، وإنما تعرض ما تريده من الحقائق.
إن هذا القسم هو أول قسم
في هذا المستشفى.. وهو أول ما يدخل إليه المرضى من الأقسام..
لقد سميتموه الطب
النفسي، ونحن هنا نسميه الطب الروحي، وفيه نبدأ بملأ المرضى بالمعاني الروحية التي
قد تقضي على ما يملأ نفوسهم بالوهن والآلام التي ينشرها الألم في أجسادهم.
وأول ما نبدأ به هو
تعميق الإيمان بالله في قلوبهم.. فتمتلئ محبة له وأنسا به، فينشغلون بالحب المقدس
عن الآلام التي تتدنس بها أجسادهم، وقد استوحينا ذلك من قوله تعالى وهو يحكي ما
حصل للنسوة عند رؤية يوسف :﴿ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ
أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ
كَرِيمٌ((يوسف: 31)
إن هذا العلاج يقضي على
معظم الأمراض التي يأتي أصحابها إلى هذا المستشفى، وخاصة المرضى الذين امتلأت
نفوسهم بالهم القاتل، نتيجة استعصاء الداء على سائر أنواع العلاج.
الطبيب: هذا صحيح.. لقد أثبت
العلم الحديث جدوى هذا النوع من العلاج.. وكمثال على ذلك.. فقد تم إجراء تجربة
استخدام العلاج بشد الانتباه برؤية مناظر خلابة من الطبيعة