وقد ثبت أن الضغط الجوي
يقل مع الارتفاع عن سطح الأرض، بحيث ينخفض إلى نصف قيمته تقريباً كلما ارتفعنا
مسافة 5 كيلومترات عن مستوى سطح البحر، بشكل مطرد. وطبقاً لهذا، فإن الضغط الجوي
ينخفض فيصل إلى ربع قيمته على ارتفاع 10 كيلومترات، وإلى 1 بالمائة من قيمته
الأصلية على ارتفاع 30 كيلومتراً.
كما تتناقص كثافة الهواء
بدورها تناقصاً ذريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند ارتفاع 1000كيلو متراً
تقريبا من سطح الأرض.
ومن ناحية أخرى، فإن
الأكسجين يقل في الجو كلما ارتفعنا إلى الأعلى، نظراً لنقصان مقادير الهواء، فإذا
كان الأكسجين عند السطح 200 وحدة مثلاً، فإنه على ارتفاع 10
كيلومترات ينخفض فيصل إلى 40 وحدة فقط، وعلى ارتفاع 20
كيلومتر يزداد نقصانه لتصبح قيمته 10 وحدات فقط، ثم تصل قيمته إلى وحدتين فقط على
ارتفاع 30 كيلومترا.
وهكذا، يمكن أن يضيق صدر
الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن مصوناً داخل
غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص غاز الأوكسجين اللازم للتنفس.
وبدون هذه الغرفة
المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة،
ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة عليه من خلال الغلاف الجوي، ويصاب بحالة (ديسبارزم)،
فينتفخ بطنه وتجاويف جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في
غيبوبة الموت.
كما أثبت علم طب الفضاء
إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون الاحتماء في غرفة مكيفة