ومعنى (يُصهَر)، أي:
يذاب، والمعنى أن الحميم (وهو الماء الحار العنيف الحرارة) تنزل فوق رؤوسهم
فيخترقها ويسقط في أجوافهم فيهلك أمعاءهم وأحشاءهم كما يتلف جلودهم.
والحميم ـ على النحو
المذكور في هذه الآية ـ يذيب جميع المحتوى الداخلي للأجسام، وهذا أشد مما ذكر في
آية قرآنية أخرى يقول الله تعالى فيها:﴿ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ
أَمْعَاءهُمْ﴾(محمد:15)
ألكسيس: صدق القرآن في هذا،
وسبق فلا بد من تقطيع الأمعاء أو تثقيبها لتتألم، لأن الحميم لا يؤلمها إلا إذا
ثقبت، فيخرج منها ويؤثر في مراكز الإحساس بالحرارة الزائدة، كما أن الحميم لا
يؤلم إلا بوجود جلد، لأن فيه توجد مراكز ومستقبلات الإحساس بالحرارة الشديدة،
ولذلك جاءت من وجهة النظر العلمية لفظة (والجلود) عُقيب (بطونهم)
علي: فهل هناك علاقة بين
حروق الجلود وتلف الأحشاء، فقد قال تعالى في الأية السابقة:﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن
نَّارٍ يُصَبُّ﴾(الحج:19)
ألكسيس: أجل.. فمع صب الحميم
فوق الرؤوس وإغراقه لجلد الجسم العام، وإتلافه للجلد، فإن هذا التلف الذي هو في
شكل حروق مدمرة تؤدي إلى حدوث اضطرابات وظيفية عنيفة في الجهاز الهضمي، يتبعها
حدوث شلل للأمعاء وتمدد حاد لجدار المعدة، ثم ظهور تقرحات عنيفة فيها وفي الإثني
عشر، ثم حدوث ثقوب في القناة الهضمية ونزيف داخلي كالذي يحدث عند ابتلاع مادة
كاوية، وكذلك حدوث انتفاخ ضبابي للكبد نتيجة تراكم المواد السامة المتخلفة عن
احتراق الأنسجة، وكذلك نقص الأكسجين والدم الواصلين إليه.
علي: فقد ذكر القرآن الكريم
تأثير إحراق الجلود في التنفس، فقال تعالى:﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ