ألكسيس: إن عظامنا تتقوى في
مقتبل حياتنا، عندما نكون في مرحلة النمو، أما الكثافة العظمية فتصل إلى أعلى
مستوياتها عادة في أواخر سن المراهقة أو في العشرينات من العمر، بعد هذا الوقت،
تبدأ العظام بالترقق تدريجيا وتصبح أكثر هشاشة طوال الجزء المتبقي من عمرنا.
علي: لهذا كله شرع الله
تعالى لهذه المرحلة ما تستدعيه من العناية، وأول ذلك أن أوصى الأولاد برعاية
آبائهم، قال تعالى:﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا
أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا
قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ
رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا﴾ (الاسراء:23-24)
ألكسيس: إن في هذه المبادئ
السامية التي جاء بها القرآن دلالة على ما يرتبط بهذه المرحلة من أحوال نفسية
صعبة، تستدعي معاملة خاصة.
علي: ومن ذلك تخفيف التكليف
رعاية لقدرات الشيخ، قال تعالى في الصيام:﴿ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ
مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى
الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً
فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
(البقرة:184)
كان ألكسيس يسمع هذه
المعاني الكثيرة المفصلة التي نطق بها القرآن بحرص عظيم، وكأنه قد وجد ضالته التي
كان يبحث عنها من زمن بعيد.
قال لعلي: أتدري.. إن ما
أوردته من ذكر القرآن لمراحل حياة الإنسان أكد لي ما ذكرته من أن الإنسان لا يعرفه
إلا ربه.. لقد فهمت الآن الآية التي قرأتها علي، والتي تقول:﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ