حذيفة: صدقت.. ولم أرد أن
أجادلك في هذا.. ولكني أحببت أن أسمع منك ما ذكرته.. وإلا فإن النصوص الكثيرة تطفح
بمثل هذا، ولكني أخشى أن يتسرب بعض هذا الحديث لمن لا يعون الحقائق، فيجعلون ذلك
مسبة للإسلام.
علي: لا.. لن يفعلوا.. وإن
فعلوا، فإن أول من يثور في وجههم هم علماء الحيوان أنفسهم.
حذيفة: كيف ذلك؟
علي: لأن علم الحيوان لا
يسير نحو إثبات لغة الحيوان فقط، بل يسير نحو محاولة فهمها.
وسأضرب لك مثالا عن لغة
من لغات الحيوانات، وهي لغة الرائحة، فقد أثبتت الدراسات العلمية ([160]) أن لكل نوع من أنواع الحيوانات رائحة خاصة به، وداخل
النوع الواحد هناك روائح إضافية تعمل بمثابة بطاقة شخصية أو جواز سفر للتعريف
بشخصية كل حيوان أو العائلات المختلفة، أو أفراد المستعمرات المختلفة.
وقد أثبت العلم([161]) أن للحيوان لغته
الخاصة، فلكل نوع من أنواع الحيوانات لغة خاصة به، يتفاهم بها، ويتعارف مع غيره
على أحوال ما حوله.. فهذه هي الدجاجة التي تصدر أصواتاً مميزة، فنرى صغارها أقبلت
في سرعة تلتقط معها الحب.. وتصدر أصواتاً مخافة، فإذا بالصغار تهرول