قد يطؤونهم من غير شعور
منهم، وهو خلق نبيل قل من يكون عليه من البشر.
علي: صدق الله العظيم..
أتدري سوء ما يفهمه بعض قومنا من هذا؟
حذيفة: وما يفهمون؟
علي: يقصرون الأمر على
سليمان ، ويحجرون على غيره أن يكلم حيوانا، أو يكلمه حيوان.
حذيفة: صدقوا فيما ذهبوا
إليه، فقد طلب سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، كما قال تعالى:﴿ قَالَ رَبِّ
اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ
أَنْتَ الْوَهَّابُ} (صّ:35)، وهذا من ذاك.
علي: لو كان هذا من ذاك ما
سمع رسول الله (ص) الحيوانات، وهي تحدثه، ألم يرد في النصوص أن جملا جاء إلى رسول الله (ص) يشكو صاحبه، فقد دخل
رسول الله (ص) حائطا لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي (ص) حن وذرفت عيناه فأتاه
رسول الله فمسح ذفراه فسكت فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال (ص):( أفلا تتقى الله في
هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلى أنك تجيعه وتذيبه) ([158])
حذيفة: صدقت.. ولكن ذلك رسول
الله (ص).
علي: لا بأس.. فقد أخبر (ص) عند ذكره لعلامات
الساعة:(والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنسان، وحتى تكلم الرجل
عذبة سوطه وشراك نعله وتخبره فخذه بما أحدث