فالآية تقرر حقيقة جليلة
تهذب علاقتنا بغيرنا في هذا الكون، وهي أنه ما من دابة تدب على الأرض مهما اختلف
نوعها ينتظم في أمة، ذات خصائص واحدة، وذات طريقة في الحياة واحدة، شأنها في هذا
شأن أمم الناس([153]).
علي: صدق الله العظيم.. إن
في الآية حقائق جليلة، فلنبدأ بأولها، وهو كلمة الأمم الواردة في الآية([154]).
فالباحثون يؤكدون ـ
اليوم ـ أن عالم الحيوان أشبه بالمدن الهائلة والشعوب المتعددة الأعراف والأعراق
واللغات والعادات والأجناس التي لا حصر لها ويعجز العقل عن تصور أعدادها الهائلة
والضخمة وأنسب وصف لهذه الكائنات ذوات الأعداد الهائلة هو مصطلح (الأمم) كما وصفها
القرآن الكريم.
سأضرب لك بعض الأمثلة
العددية التي تقرب لك هذا:
فعدد الطيور الجاثمة
وحدها أكثر من 5000 نوع، وكل نوع من هذه الطيور هو أيضا أنواع عدة، فمثلا طيور
الفران الأمريكية الإستوائية حوالي 221 نوعا صغيرة الحجم نوعا ما، وذوات عادات
متنوعة جدا.