ثم تدخل هذه المواد
المهضومة خارج الجسم إلى الأنبوب الهضمي حتى يتم امتصاصها لتسير في الدورة الدموية
إلى خلاياه ويتحول جزء منها إلى طاقة تمكنه من الطيران، وجزء آخر إلى خلايا وأنسجة
ومكونات عضوية وجزء أخير إلى مخلفات يتخلص منها جسم الذباب، فأين قطعة البطيخ؟ وما
السبيل إلى استرجاعها، ومن يستطيع أن يجمع الأجزاء التي تبدوا في طاقة طيران
الذباب والأجزاء التي تحولت إلى أنسجة([149]).
سار علي وحذيفة إلى محل
خصص للنحل وأنواعه، فقال حذيفة: لقد ذكر الله تعالى النحل في القرآن
الكريم، وأثنى عليه، فقال:﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي
مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ
كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا
شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل:68 ـ 69)، فالآيتان تشيران إلى أن للنحل نظاما في
منتهى الدقة والإحكام، فهل تمكن العلم من معرفة بعض ما يؤكد هذا؟
علي: أجل، فقد كشف العلم
الحديث بعض أسرار الوحي الذي تتلقاه أمة النحل، وسأحدثك عن الناحيتين اللتين أشارت
إليهما الآيتين، واعتبرتهما ثمرة وحي الله تعالى، وهما: بيوت النحل، والطرق ـ أو
سبل الله كما يسميها القرآن الكريم ـ التي يسلكها النحل مهتديا بالوحي
[149]
انظر: آيات قرآنية في مشكاة العلم، يحيى المجري.