حذيفة: لقد وصفت الحمر في
القرآن الكريم بكونها مستنفرة، فقال تعالى:﴿ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ
فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾(المدثر:50-51) فما معنى ذلك؟
علي: هاتان الآيتان تتحدثان
عن الحمر الوحشية التي يحب صيدها الأسد، وحمار الوحش حيوان جميل الشكل قريب الشبه
بالخيل والحمار، ويختلف عنها بجلده المخطط.. وحمير الوحش من فصيلة متوحشة غير قابلة
للاستئناس، وتتميز بوجود الخطوط السوداء على جسدها، وهي توجد في قطعان هائلة في
السهول الفسيحة في أفريقيا.
سار علي وحذيفة نحو قفص
قريب معد للبغال، فقال حذيفة: لقد ذكر الله تعالى البغال من جملة الحيوانات
المسخرة للركوب، فقال تعالى عنها:﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ
لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾(النحل:8)
علي: البغل هو الهجين الذي
ينشأ من تزاوج الحمار والفرس، فيأخذ حجم الفرس وتحمل الحمار، لذا يكون الناتج
أقوى.
حذيفة: ألا ترى في ذكر القرآن
للبغال ـ ما دامت بهذه الصفة ـ في هذه الآية التي ذكرت وسائل النقل أي إشارة
عملية؟
علي: أجل.. إن فيها إشارة
إلى نوع مفيد من الهندسة الوراثية.
حذيفة: ماذا تعني.. فالهندسة
الوراثية لم تجلب لنا إلا الدمار.