سكت علي قليلا، ثم قال:
ليست تلك الآيات فقط هي الآيات التي لخصت آليات النظام الزراعي.. هناك آيات أخرى
ذكرت بعض التفاصيل المرتبطة بذلك.
فقد ذكر الله تعالى
الماء والعوامل المناخية، باعتبارهما من أهم أركان هذه الآلية، فقال:﴿ قُلْ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ
﴾ (الملك:30)، وفي حوار صاحب الجنة المؤمن مع المشرك قال المؤمن، وهو يعدد له
الآفات التي قد تفسد جنته:﴿ أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ
لَهُ طَلَباً ﴾ (الكهف:41)
عالم النبات: في هذه الآيات إشارات
مهمة إلى ضرورة الحفاظ على المياه.. ففي هذه السنين، ومع كثرة استعمال الآبار
الارتوازية، نلاحظ أن ضغطها قد نقص، فبعد أن كان الماء يتدفق بصفة تلقائية بفعل
قوة الضغط الداخلي، أصبح المزارعون ينفقون أموالا طائلة وإمكانيات هائلة لاستخراج
المياه بالمضخات، كما أن الدراسات الحالية تشير إلى نقص في المخزون المائي
بالموائد المائية في باطن الأرض.
علي: لقد أشار القرآن
الكريم إلى هذا، فقال تعالى:﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ
فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾
(المؤمنون:18)
عالم النبات: هذه الآية تلخص علما
بأكمله يدعي الـهيدروجيولوجيا الذي يعتني بالموائد المائية وتحركات المياه داخل
الأرض وكميته ونوعيته.
علي: وقد ورد في القرآن
الكريم الإشارة إلى أنواع المياه، قال تعالى:﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي
تَشْرَبُونَ (68) َأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ
الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا