أما السورة الأولى.. فهي
(سورة الحق)، وأول آية منها تقول:( وأنزلنا الفرقان الحقَّ نوراً على نور محقاً
للحقّ ومزهقاً للباطل وإن كره المبطلون)
ابتسمت استغرابا لهذا
التقليد العجيب، فقال: هذه آية واحدة من هذه السورة.. ولكنها مع ذلك تمتلئ أخطاء
في الحروف والكلمات والأفعال والأسماء:
فهذا النص يبدأ بـ
(بالواو ) وهي على تعدد أنواعها لا تأتي في هذا الموضع إلا على احتمالين:إما أن
تكون استئنافية، أو تكون عاطفة.. وفي كلا الحالين لابد من كلام قبلها، لنستأنف
بالواو ما بدأناه، أو نعطف بها على جملة سبقتها.
فلابدّ إذاً من تقدير
جملة محذوفة قبل الواو، غير أنه لا بد للمحذوف من كلام يدلّ عليه أو يشير إليه،
وليس فيما يلي الواو ما يدلّ على معنى سابق مقدّر، فما الحاجة إليها إذاً وهي لم
تُفِدْ شيئاً، ولم تضف معنى؟ بل يمكن الاستغناء عنها، أو إبدالها حرف توكيد، حيث
تتأتى من ذلك فائدة ليست في وجود الواو في هذا الموضع.
ثم جاء الفعل (أنزلنا)..
وهو تعبير مقتبس من القرآن كسائر الكلمات.. فلم اقتبسوه، ولم لم يقولوا قدّمنا أو
كتبنا أو أرسلنا أو ألّفنا.
ثم لماذا وصفوا الفرقان
بكونه حقا، مع أن الفرقان اسم معرف بأل وهذه الـ ( أل) تفيد في أحد أمرين فإما أن
يكون المتكلم والمخاطب متفقين على المعرّف بحيث تدل هذه الـ (أل) على ما تعارفا
عليه كقولك لمن وضعت عنده كتاباً ( أين الكتاب؟ ) فيناولك إياه.