اصطنعت الجد، وقلت له: أتصدق أن مثل أولئك قالوا مثل هذا.
قال: قد كنت أكذبه.. حتى
ظفرت بأدلة تصدق ذلك.
قلت: وما ظفرت.. أرأيت
مخطوطا تركه مسيلمة عليه بصمات يده فيه هذا الهذر.
قال: لا.. لقد كتب قومي
وقومك مثل قول مسيلمة، فاستدللت به على صدق ما ورد عن مسيلمة.
قلت: ما تقول؟.. لم أسمع
أن قومنا فكروا في تقليد القرآن.
قال: لا.. بل فعلوا..
لقد كان هذا آخر اختراع اخترعوه في حربهم التي يشنونها على القرآن.
قلت: ومن أين لهم
الأدباء الفضلاء الذين انتدبوهم لهذا الغرض؟
قال: لقد اشتروا بعض
الألسن الفارغة، والعقول السخيفة، فراحت تهذر بنظم لا يختلف عن نظم مسيلمة([147]).
قلت: فأسمعني بعض ما
قالوا.
قال: سأسمعك قرآنا
جديدا.. لم تمض مدة طويلة على تأليفه.. سماه مؤلفه، أو مؤلفوه (الفرقان الحق)..
وهو محاولة عصرية لتقليد النص القرآني لفظاً ومعنىً وأسلوباً وصياغة([148]).
لا يمكنني أن أقرأ عليك
هذا الفرقان جميعا.. فلن تطيق سماعه.. ولهذا سأقتصر على بعض
[147] انظر
التفاصيل المرتبطة بهذا في رسالة (النبي المعصوم) من هذه السلسلة.
[148] انظر: أكذوبة الفرقان الحق، للباحث: ياسر
الأقرع، من موقع الإعجاز العملي في القرآن والسنة.