responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 552
وأما القرآن فجميعه فصيح في غاية نهايات البلاغة.. إن تأملت أخباره وجدتها في غاية الحلاوة، سواء كانت مبسوطة أو وجيزة، وسواء تكررت أم لا، وكلما تكرر حلا وعلا لا يَخلق عن كثرة الرد، ولا يمل منه العلماء، وإن أخذ في الوعيد والتهديد جاء منه ما تقشعر منه الجبال الصم الراسيات، فما ظنك بالقلوب الفاهمات، وإن وعد أتى بما يفتح القلوب والآذان، ويشوقها بحيث تتحرك إلى ما طلبه منها عن رضا وطيبة نفس.

قلت: لقد ساعدت اللغة العربية القرآن على اقتحام هذه المجاهيل.. فهي لغة ثرية غنية بمفرداتها وتراكيبها.. ولولاها ما كان للقرآن هذا الجمال، وهذه القوة.

قال: نعم.. اللغة العربية كما ذكرت.. وأكثر مما ذكرت.. ولكنها في نفس الوقت كان فيها كلاما كثيرا من الغريب والألفاظ الحوشية الثقيلة على السمع.. وهو ما لجأ إليه مضطرا الكثير من البلغاء والشعراء.. ولكن القرآن تجنب ذلك كله، ولم يختر من اللغة إلا ما اجتمع فيه المعنى الرفيع مع اللفظ الجميل.

اسمع ما يقول الشنفرى:

وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ

وفيها يقول:

دَعَستُ عَلى غَطشٍ وَبَغشٍ وَصُحبَتي سُعارٌ وَإِرزيزٌ وَوَجرٌ وَأَفكُلُ

فَأَيَّمتُ نِسواناً وَأَيتَمتُ آلَدَةً وَعُدتُ كَما أَبدَأتُ وَاللَيلُ أَليَلُ

لقد تجنب القرآن أكثر الألفاظ الغريبة التي استعملها هذا الشاعر وغيره.. فلا تجد في القرآن مع

نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 552
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست