responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 544
قلت: لقد كان لانشغالهم بمواجهته أثر في سكوتهم عن الرد عليه.. أحيانا يجد الإنسان نفسه ـ تحت ضغط ظروف معينة ـ يتصرف بعيدا عن عقله.

قال: لا.. لقد كان قومه موصوفين برزانة الأحلام ووفارة العقول، وقد كان فيهم الخطباء المصاقع، والشعراء المفلقون.. بل إن القرآن وصفهم بالجدل واللدد، فقال:{ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}(الزخرف: 58)، وقال:{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً}(مريم:97)

قلت: أحيانا ينبغ رجل من الناس بين قومه.. ولن تجد أحدا يستطيع مواجهته.. ألست ترى الملاكمين العالميين الذين يتهاوى الرجال أمامهم كما يتهاوى البنيان؟

قال: أليس عجيبا أن ينهض رجل أمي عاش بينهم أربعين عاماً لم يسمعوا منه بيتاً من الشعر، أو قولاً بليغاً، ليأتيهم بكلام يتحداهم به جميعا، بجيمع شعرائهم وبلغائهم وعلمائهم من الإنس والجن لا في زمانه فحسب، بل في كل الأزمنة؟

لقد احتاروا في سر تلك الجاذبية التي يجذبهم بها القرآن، فراحوا يقولون:{ لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾(فصلت: 26)

قلت: فأنت ترى أن سر إعجاز القرآن الذي يذكره المسلمون هو تعبيره الذي حير البلغاء.

قال: لا.. هذا جزء من إعجازه.. إعجازه لا يمكن التعبير عنه.

قلت: فكيف تسمي ما لا تستطيع التعبير عنه معجزا؟

قال: إن نواحي الإعجاز في القرآن أكثر من أن تحصرها العبارة.. وما الإعجاز البلاغي إلا ناحية

نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 544
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست