قلت: لا حرج عليك.. بل
لعلني سأتمتع بها كما تتمتع بها أنت أيضا.
أوقف الشاحنة، ثم فتح
حقيبته، وأخرج أشرطة محفوظة بعناية كما تحفظ الممنوعات، ثم قال: أنا أغامر الآن
بسماع هذه الأشرطة أمامك، فأرجو أن يبقى هذا سرا بيني وبينك.
قلت: لا بأس.
وضع الشريط على القارئ،
وبقيت منتظرا بلهفة سماع هذه الأشرطة التي ملأته بالأشواق والمخاوف، فإذا بي أفاجأ
بالقرآن الكريم يقرأ بصوت عذب.. مملوء بالإيمان.
لقد شعرت حينها بقشعريرة
لذيذة تسري في جسدي، فتملؤني بمشاعر لا أستطيع وصفها.
إلتفت إلى صاحبي، فإذا
بدموعه تكاد تفيض، قلت: أهذا قرآن محمد؟
قال: أجل.. فاستر ذلك
علي.
قلت: ولم تضع قرآن
محمد.. وأنت تحمل الكتاب المقدس؟
قال: لقد ذكرت لك أني
أشعر عند سماعه بمتعة لا تدانيها متعة، وبلذة لا تدانيها لذة.
قلت: فكيف اخترته من بين
كل الأصوات الجميلة التي تنبعث من حناجر العالم؟
قال: لست أدري متى بدأ
ذلك.. وكيف بدأ.. ولكني كلما سمعت القرآن يتلى كلما امتلأت بهذه المشاعر اللذيذة..
أتدري؟