قلت: ما تقصد؟
قال: الموسيقى.. ألست تحب الموسيقى؟
قلت: أجل.. ولكني أحب سماع الصوت البشري الممتلئ بالإيمان.. فهو أحب إلى نفسي من تلك الأجراس التي تدقها الموسيقى.. خاصة موسيقى هذه الأيام.
قال: أنت مثلي إذن.. فأنا لا أحب إلا سماع الأصوات التي أشعر بصدقها.. إنني أحلق معها في عوالم الجمال التي لا يطيق لساني التعبير عنها.
قلت: وهل لك أشرطة تحوي مثل هذه الأصوات؟
سكت قليلا، ثم قال: أجل.. ولكني أخاف منك أن تغضب إن علمت بوجودها عندي.
قال: أنا أخفي هذه الأشرطة عن أعين زملائي خشية أن تصل أخبارها إلى مسؤول المطبعة، فيعاقبني، وقد يطردني.
قلت: ما تقول؟.. أتحمل ممنوعات في هذه الشاحنة؟.. ألست تحمل الكتاب المقدس؟
قال: أجل.. أنا أحمل الكتاب المقدس.. ولكني ـ لطول الطريق ـ أستمع إلى بعض الأشرطة التي تيسر علي قطع الطريق.
قلت: ومن يمنعك من سماعها؟