بعضها البعض، فلا يطغى فيها جانب على جانب بحيث يؤثر ذلك في
جماله وكماله، فقد عبر القرآن عن هذه الضوابط التي تحمي الأخلاق بمصطلح (
الاستقامة)، الذي ورد في مواضع متعددة من القرآن:{ إِنَّ الَّذِينَ
قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ( (فصلت:30)،{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا
رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ
يَحْزَنُونَ( (الاحقاف:13)،{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ
لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً( (الجـن:16)
قال: هو البعد الذي يهيء
الفرد للتعايش الإيجابي مع المجتمع.. وهو يقتضي السلوك الأمثل الذي يجعل الفرد
إلفا مألوفا، محبا محبوبا، وهو ما يطلق عليه ( آداب العلاقات الاجتماعية )
ويقتضي التأثير الإيجابي
في المجتمع بخدمته وإفادته، ومحاولة الاستغناء عنه، وهو ما يطلق عليه ( المساهمة
في التنمية الاجتماعية )
قلت: هل ترى الكتاب
المقدس اهتم بهاتين الناحيتين؟
قال: يؤسفني أن أذكر لك
بأنه يناقض ما تتطلبه هاتين الناحيتين.. فالسلوك الذي يظهر به من يعتبرهم قدوة
يتنافى مع السلوك الاجتماعي السليم..
فالمسيح الذي هو الرمز
والمثال والنموذج الأمثل.. يقوله الكتاب المقدس أقوالا كثيرة تتنافى مع السلوك
الاجتماعي السليم:
فهو يهين أمه وسط
الحضور، ويقول لها:( مالي ولك يا إمرأة ) (يوحنا:2: 4)؟