الخلق الرفيع.. بالإضافة إلى ذلك لا نجد في الكتاب المقدس
احتراما للأخلاق، ولا تعظيما لها، ولا تبينا لسبيل تحصيلها، ولا ذكرا لآحاد
أفرادها مما يملأ النفس بها.
قلت: هذه الأمور مما
يجتهد فيه العقل.. ولا علاقة للكتاب المقدس بمثل هذا.
قال: ولكني رأيت كتاب
المسلمين.. القرآن.. وكأنه مدرسة متكاملة في الأخلاق.. فهو يعظمها، ويحترمها، ويصف
بها المقربين الصالحين.
وهو لا يكتفي بذلك، بل
يضم إليها التعريف بآحاد الأخلاق، وتبيين كيفية تحصيلها.
لقد قرأت القرآن من أوله
إلى آخره، وأعدت قراءته مرات عديدة، فلم أجد فيه إلا تعليم الكمال الخلقي، بل
تمرين النفس عليه.
لست أدري كيف قلت له من
غير أن أشعر: حدثني عن الأخلاق في القرآن كما حدثتني عن الإيمان في القرآن.
قال: أول ما يشدك في
القرآن من تعظيمه للخلق هو ما ورد فيه من الثناء على محمد بحسن الخلق.. إنك تجد
فيه هذه الآية العظيمة التي تجعل من كل قلب متلهفا لتحصيل معناها:{ وَإِنَّكَ
لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ( (القلم:4)
ولهذا صار مقياس الكمال
عند المسلمين هو حسن الخلق.. فنبيهم يقول لهم:( خياركم أحاسنكم أخلاقا )([127])، ويقول لهم:( إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم
خلقا، وخياركم خياركم