حتى ما ارتبط منها بالقصص المحض، أو الأحكام المحضة:
اسمع في القصص مثلا،
وقارن بين قصة يوسف كما هي في كتابنا المقدس، وبين قصة يوسف في القرآن، ولنقتصر
منها على الفترة التي سجن فيها يوسف.
لقد وضع الكتاب المقدس
إصحاحا كاملا لذلك.. فاسمع له لتقارن بينه وبين ما ورد في القرآن من نفس القصة..
أخرج الكتاب المقدس من
محفظته، وراح يقرأ (تكوين: 40/1-23):( وحدث بعد هذه الامور أن ساقي ملك مصر
والخباز اذنبا الى سيدهما ملك مصر. فسخط فرعون على خصيّيه رئيس السقاة ورئيس
الخبازين. فوضعهما في حبس بيت رئيس الشرط في بيت السجن المكان الذي كان يوسف
محبوسا فيه. فاقام رئيس الشرط يوسف عندهما فخدمهما. وكانا اياما في الحبس وحلما
كلاهما حلما في ليلة واحدة كل واحد حلمه كل واحد بحسب تعبير حلمه. ساقي ملك مصر
وخبازه المحبوسان في بيت السجن. فدخل يوسف اليهما في الصباح ونظرهما واذا هما
مغتمّان. فسأل خصيّي فرعون اللذين معه في حبس بيت سيده قائلا لماذا وجهاكما
مكمّدان اليوم. فقالا له حلمنا حلما وليس من يعبره. فقال لهما يوسف أليست لله
التعابير. قصا عليّ فقصّ رئيس السقاة حلمه على يوسف وقال له كنت في حلمي واذا كرمة
امامي. وفي الكرمة ثلاثة قضبان. وهي اذ أفرخت طلع زهرها وانضجت عناقيدها عنبا.. )
إلى آخر ما ورد.
أغلق الكتاب المقدس،
وقال: القرآن يتناول نفس المشهد، ولكنه يتناوله بصورة مغايرة تماما.. فبينما يركز
المشهد التوراة على الأحداث في حد ذاتها، فيفصل في ذكر الأحلام وأخبار الحالمين،
وفي النتيجة النهائية التي تتوافق مع تعبير يوسف، ولا يذكر في كل هذا الزخم الله،
وكأن القصة ليس لها