الاجتماعية، في مواضع كثيرة من القرآن.. اسمع هذه الآية
الجامعة لأوصاف كل من صحب محمدا على امتداد الأزمنة:{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ
اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ
فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ
الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ
مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29)
***
قرأ هذه الآيات بخشوع..
ثم قال: أتسمح لي ـ أخي المحترم ـ أن أكمل جلستي مع القرآن.. فقد ملكت علي هذه
الآيات قلبي وعقلي.. ولا أراني أستطيع أن أفيدك غير ما أفدت.. فإني لا أزال في أول
طريقي في البحث عن شمس محمد.
قال ذلك، ثم انصرف إلى
مصحفه يقرأ فيه، وعينيه تغرورقان بدموع لا يكاد يستطيع حبسها.
تركته.. وفي عيني قلبي
ما في عيني رأسه..
عندما عدت آخر المساء
إلى البيت، مددت يدي إلى محفظتي، فامتدت إلى الورقة التي سلمها لي صاحبك، فعدت
أقرأ فيها..
لقد أيقنت حينها أن هذا
السور السادس من أسوار الكلمات المقدسة لم يتحقق به أي كتاب في الدنيا غير القرآن
الكريم.