ولكن القرآن يؤسس لروابط روحية.. تبدأ من محبة الله لتنطلق إلى
محبة خلقه.
في سورة الفاتحة التي هي
صلاة المؤمنين تتجلى هذه الروحانية في أعمق صورها، فالمؤمن فيها لا يكتفي بالدعاء
لنفسه، بل هو يدعو للمؤمنين الذين يرتبط بهم في عالم الروح:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}(الفاتحة)
وهو يفسر الصراط
المستقيم بأنه صراط المنعم عليهم:{ صِرَاطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)
(الفاتحة:7)، وكأن المؤمن بذلك يطلب من الله أن يلحقه بأولئك الذين أنعم عليهم.
لقد نص القرآن على ذلك،
فقال:{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69)
حتى أن الله يخبر أن روح
المؤمن إذا قبضت تدخل في عباده الصالحين.. اسمع:{ يَا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً
(28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)(الفجر)
وفي الجنة يلتقي الإخوان
المؤمنون بعضهم ببعض.. اسمع:{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ
إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} (الحجر:47)
قلت: لم أفهم سر هذا النوع
من الروحانية وما آثاره.
قال: القرآن يؤسس لتوحد
اجتماعي في عبادة الله وفي معرفته.