ولهذا لا حجة لمن ينكر
العذاب الذي تطفح الدلائل على إثباته، ولهذا أخبر القرآن أن المكذبين بعذاب الله،
أو المنكرين لكون الله قادرا على تعذيبهم، والمعللين ذلك بعلل مختلفة هي من وحي
الشياطين لا من وحي رب العالمين، بأنهم يوم القيامة يكتشفون هذه الحقيقة بعد أن
يفوت الأوان اسمع ما يقول القرآن:) وَأَمَّا الَّذِينَ
فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا
أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ
تُكَذِّبُونَ) (السجدة:20).. ) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ
نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ
الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ) (سـبأ:42)
فلذلك..فإن الأفكار
الإرجائية التي توضع في غير محلها هي وحي من الشياطين، وإن ألبسها بعضهم لباس
المعرفة، وقد أشار القرآن إلى هذا الوحي الشيطاني عند ذكره لخطبة الشيطان في أهل
حهنم، فقال:) وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ
وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ
مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي
وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ
إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ) (ابراهيم:22)
وأخبر القرآن عن بعض
نماذج الإضلال الشيطاني بهذه الدعاوى وأمثالها، فذكر مثالا عن إضلال أهل العلم
الذين لم يقدروه حق قدره، فقال:) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ
آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ
الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى
الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ
عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
(لأعراف:175 ـ 176)
وذكر مثالا عن الذين
آتاهم الله النعيم بأجمل مظاهره، فلم يقدروه حتى فقدوه، فقال U عن