القبول..
ليست هي اللحم، أو الزرع.. العلة هي التقوى.. فلذلك قد تتقرب بزرع، ويكون أزكى عند
الله من جميع أبقار الدنيا وأغنامها.
والقرآن يصور نفس هابيل
خير تصوير حين يذكر الصراع الذي حصله بينه وبين أخيه، فيقول:{ لَئِنْ بَسَطْتَ
إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ
إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بإِثْمِي
وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}(المائدة:28
-29)
هذا هو أول قربان ذكر في
الكتاب المقدس.. يليه القربان الثاني.. بعد أن أغرق الله الأرض بالطوفان.. وما
تكاد السفينة تستقر على جبل أراراط حتى يخرج نوح ويقدم قربانا للربن كما جاء في
سفر التكوين:( وبني نوح مذبحا للرب. وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور
الطاهرة وأصعد محرّقات على المذبح. فتنسم الرب رائحة الرضا. وقال الرب في قلبه لا
أعود ألعن الأرض أيضا من أجل الإنسان ) (تكوين:8/20-21)
ثم يأتي ابراهيم فلا
نراه ـ كما نراه في القرآن ـ داعية إلى الله، ومعرفا به، وصاحب حجة يناضل بها
الوثنيين وعبدة الكواكب وعبدة الملوك، بل نراه في الكتاب المقدس لا ينكر على قومه
ما هم فيه من عبادة الأوثان، بل ولا ترد قصته مع النمرود ولا مجادلته له ، ولا
قصته مع أبيه. بل كل مايرد أن إبراهيم يقدم محرقات للرب فيتنسم الرب رائحة اللحم
المشوي ( فيقول الرب لإبرام: اذهب من أرضك وعشيرتك ومن بيت أبيك الى الأرض التي
أريك. فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك )( سفر التكوين: 12 )
وبعد رحلات طويلة يعود
ابراهيم من مصر، وقد ملك أموالا ضخمة من الذهب والفضة والأغنام التي أعطاها له
فرعون مصر عندما قدم ابراهيم زوجته سارة ليتزوجها فرعون حسب