قال: مما ينقضي دونه العجب أن كتابنا المقدس نفسه يحوي هذه
الحقيقة.. فهو لا يحمل أي وعد بحفظ ما فيه.. بل هو يخبر أن حفظ ما فيه كان موكولا
لناس معينين ذوي أنساب معينة.. وهذا ما أتاح لهم أن يتلاعبوا به كما يشاءون.
انتظر.. سوف آتيك
بشهادات كثيرة تثبت ما أقول.
ذهب إلى رف من الرفوف..
وحمل نسخة من الكتاب المقدس.. وقال: اسمع ما يقول:( أَمَرَ مُوسَى اللاوِيِّينَ
حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ: (خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد
الرب إلهكم ليكون هناك شاهدا عليكم. لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة. هوذا
وأنا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحري بعد موتي! اجمعوا إلي كل
شيوخ أسباطكم وعرفاءكم لأنطق في مسامعهم بهذه الكلمات وأشهد عليهم السماء والأرض.
لأني عارف أنكم بعد موتي تفسدون وتزيغون عن الطريق الذي أوصيتكم به ويصيبكم الشر
في آخر الأيام لأنكم تعملون الشر أمام الرب حتى تغيظوه بأعمال أيديكم) سفر التثنية
(31: 25-29 )
ثم أغلق الكتاب،
وقال:كيف ترى موسى، وهو يردد هذا الكلام؟
قلت: كأني أراه حزينا
متأسفا على حال قومه.. وهو في نفس الوقت خائف من تلاعبهم بالرسالة التي جاء بها،
وبالألواح التي أنزلت عليهم.
قال: أجل.. لقد غاب عنهم
أربعين يوما فقط، ومع ذلك لم يصبروا على التغيير والتبديل.. بل راحوا يعبدون العجل
الذي صنعه لهم السامري.. ومع أن هارون كان معهم إلا أنه لم يكن ليفعل شيئا أمام ما
جبلوا عليه من تمرد..