لكني التفت إلى الذي يجلس بجاني.. فإذا بي أراه ساكنا هادئا مطئمنا، وكأن شيئا لم يحصل .. لقد بدا لي حينها في قمة قمم الجمال والكمال والسلام والطمأنينة.
لا أخفيك أني – بمجرد أن زالت المخاوف – رحت أحاول أن ألتمس كل السبل للتعرف عليه، وعلى سر هدوئه.
لكنه بادرني بذلك، وهو يسلم لي الكتاب المقدس الذي سقط من يدي، ويقول: خذ الكتاب الذي كنت كنت تقرؤه فيه.. لقد سقط منك من حيث لا تشعر.
قلت: شكرا جزيلا .. إنه الكلمات المقدسة التي أنزلها الله على أنبيائه.
قال: ولكني لا أرى آثارها عليك.
قلت: ما تقصد؟
قال: أكنت بالفعل تقرأ الرسالة التي أرسلها ربك لك؟
قلت: أجل.. لقد أرسلها لي كما أرسلها لجميع البشرية على لسان أنبيائه.
قال: ولكني لم أر على وجهك أي علامة تدل على أن الذي تقرأ كلامه هو الله.
قلت: وهل تحدث كلمات الله أثرا على الوجوه؟
قال: أجل.. أليست كلمات مقدسة؟
قلت: بلى.. هي كلمات مقدسة.