فتحت الكتاب المقدس الذي
كنت أحمل نسخة منه في محفظة صغيرة أحملها، ثم رحت أقرأ فيه.. كنت أمر أثناء قراءته
بمواقف مضطربة:
ففي مواضع أشعر أنه كلام
الله الجميل المتدفق بينابيع الرحمة واللطف والمودة، وأشعر حينها بأن كل ذرة من
ذرات الوجود تشهد له بذلك، بل تترنم معي، وأنا أرتله بخشوع وتدبر.
وفي مواضع أشعر أنه لغو
أو لهو فارغ لا يعنيني، ولا يعني البشرية المتشوفة للخلاص.. لكني أعتذر بيني وبين
نفسي لله الذي أتهم كلامه بهذه التهم.
وفي مواضع أشعر بأنه
كتاب خطير.. لو سرت تعاليمه إلى الأرض لأحرقت الأخضر واليابس، ومحت معها كل وجود
اجتماعي على الأرض.
أحيانا أشعر أنه كلام من
الله المتعال.. وأحيانا أشعر أنه كلام حكواتي فارغ يهتم بالتفاصيل التي لا حاجة
لها..
أحيانا أشعر أنه كلام
ينبع من منابع تمتلئ بالعنصرية والحقد واللاإنسانية.. وأحيانا أشعر أنه كلام يفيض
من منابع الرحمة والحنان والإنسانية.
كنت أشعر بكل ذلك
التناقض، وأنا أقرأ الكتاب المقدس على كرسيي في الطائرة التي امتطيتها مع أخي،
ونحن راحلان إلى الإسكندرية.
فجأة تحركت الطائرة حركة
شديدة، حتى ظننا أننا سنسقط.. ثم ازدادت حركتها شدة.. وازدادت قلوب الناس هلعا..
ولست أدري كيف سقط الكتاب المقدس من يدي من حيث لا