قال آخر:
بينما كنا في بيوتنا نأوي إلى الظلمة والفناء.. ونحلم بالعدم والألم.. سمعنا
صياحكم باسم (الله).. لقد كانت صيحات حارة قوية أشعلت في قلوبنا من الأشواق ما لم
تشعله أي صيحة.. فلذلك جئنا على رؤوس أقدامنا نسعى لنشرب معكم من ذلك النبع الذي
لا يظمأ من شرب منه.
بعد أن تحدث
الجمع بهذه الأحاديث طلبوا منا أن نسير معهم إلى المحل الذي يقيمون فيه، وقد عجبنا
إذ رأيناه لا يبعد عنا كثيرا.. ولكن القدر صرفنا عن البحث عنه.. لنبحث بدله عن
الله.. وقد حمدنا الله على ذلك.. وعرفنا ما تختزنه الآلام من أنواع النعم التي
يحجب عنها الغافلون.