responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 705
وكل لذات شهوات الدنيا متعلقة بالنفس، وهي تبطل بالموت.

ولذة معرفة الربوبية متعلقة بالقلب، فلا تبطل بالموت؛ لأن القلب لا يهلك بالموت، بل تكون لذته أكثر، وضوؤه أكبر؛ لأنه خرج من الظلمة إلى الضوء.

أما الطريق إلى هذه المعرفة.. فقد اختلفت فيها الخلائق.. وقد طلبت مني أن أصف لك أخصر الطرق وأيسرها، وأقربها إلى تحصيل المراد.. وأنا سأجيبك إلى طلبك..

فاعلم أن أقرب الطرق إلى الله هو طريق اسمه (الودود).. فبهذا الاسم يتقرب العباد إلى ربهم.. وبه يسيرون إليه.. وبه يصلون إليه.

فلا يمكن لقلب أن يعرف ربه ما لم يعرفه ربه.. هكذا تحدث جميع الأولياء..

وقد وصفوا الطريق المختصر لذلك، فذكروا أن أن القلب مثل المرآة، وأن فيه استعدادا جبليا لمطالعة أنوار الملكوت.

فإذا جلس في مكان خال، وعطل طريق الحواس، وفتح عين الباطن وسمعه، وجعل القلب في مناسبة عالم الملكوت، وقال دائما: (الله - الله – الله) بقلبه، ولسانه، إلى أن يصير لا خير معه من نفسه، ولا من العالم، ويبقى لا يرى شيئا إلا الله سبحانه وتعالى انفتحت تلك الطاقة، وأبصر في اليقظة الذي يبصره في النوم؛ فتظهر له أرواح الملائكة، والأنبياء، والصور الحسنة الجملية، وانكشف له ملكوت السماوات والأرض، ورأى ما لا يمكن شرحه ولا وصفه، كما قال النبي a: (زويت لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغربها)، وقال الله عز وجل:P وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)O (الأنعام)، لأن علوم الأنبياء - عليهم السلام - كلها كانت من هذا الطريق، لا من طريق الحواس، كما قال تعالى:P وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)O (المزمل)، معناه: الانقطاع عن كل شيء، وتطهير القلب من

نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 705
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست